السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل سنة في هذا الوقت يدور جدل حول جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
هناك من يقول أن الاحتفال به بدعة لأنه شئ لم يفعله النبي...وهناك من يقول انه جائز
فقلنا نرجع ونتعلم مع بعض ونضبط المفاهيم التي تكون عقولنا
قلنا نرجع للكتاب والسنة...بفهم سلف الأمة
كلنا عارفين حديث: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار...ولكن هل فهمنا صحيح
لهذا الحديث؟ هيا بنا نرى تعريفات العلماء الكبار الثقات لهذا الحديث ونرى
أفعالهم في العصور التي تلت عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
الشافعي- ناصر الحديث، كانوا يقولون عنه "الشافعي كالشمس للدنيا والعافية للأبدان"
يقول في تعريف البدعة: والمحدثات من الأمور دربان: ما أُحدث يخالف كتاباً
أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة، وما أُحدث من الخير لا
خلاف فيه لواحدة من هذه، فهذه محدثة غير مذمومة".
يقول العز بن عبد السلام سلطان العلماء: "البدعة فعل ما لم يُعهد في عصر
النبي وهي منقسمة إلى:واجبة، ومحرمة، ومندوبة، ومكروهة، ومباحة. والطريق
في معرفة ذلك أن تُعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد
التحريم فهي محرمة،وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة."
هيا بنا نرى أفعال الصحابة والتابعين التي لم يفعلها النبي ولكن لم ينكرها
ولم يقل أحد أنها بدعة أو إن كانت خيرا فكان النبي أولى بها
كان سيدنا علي زين العابدين يصلي كل يوم 1000 ركعة...من أين أتى بهذا الفعل؟
كان الإمام أحمد بن حنبل يصلي كل يوم 300 ركعة...من أين أتى بهذا الفعل؟
كان يحيى بن معين صاحب الإمام أحمد بن حنبل كلما دخل بيته قرأ على بيته وعلى أولاده آية الكرسي 5 مرات! من أين أتى بهذا الفعل؟
الإمام البخاري كان يصلي ركعتين عند كتابة كل حديث في صحيحه...من أين أتى بهذا الفعل؟
إذاً، فقد فهم سلف الأمة ان كلمة بدعة ليست بالضرورة معناها أنها ضلالة وفي النار...لأن البدعة لغةً هي كل شئ مستحدث.
وقال الإمام أحمد بن حنبل - كما ذُكر في كتاب المُغني- عندما سئل عن
التعريف يوم عرفة (أي أن يجلس الناس من غير الحجيج في بلادهم يذكرون الله
وقت العصر) أنه يراه لا بأس به، وكان لا يذهب لهذه المجالس ولكن كان صديقه
يحيى بن معين يذهب لها ولم ينكر الإمام أحمد عليه ذلك.
أما بالنسبة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف...فقد اختلف العلماء في جوازه...
ولكن يوجد آراء حول عدم جواز الاحتفال...وهي آراء محترمة ولا يجب أن ننكر على من يقتدي بها