الحلقة الخامسة .
خدعوك فقالوا:اما اقرب من ربنا لازم يعملى اللى انا عايزه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
, بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من
لساني يفقهوا قولي" , أهلا وسهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج خدعوك فقالوا
قمنا بعمل استفتاء علي الإنترنت على مصطفى حسني دوت كوم وسألنا الناس سؤال ,
هل تشعر بالإحباط او اقتربت من الله عز وجل وكنت منتظر فتوحات معينه في
أشياء معينه أنت تريدها , ولكن الله لم يفتح لك في هذه الأشياء هل تشعر
بالأحباط لو دعوت الله بدعوة أنت تري أن فيها خير لك ولم يستجب الله عز وجل
لدعوتك , مع أنه وعد في قوله تعالي "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ .
رد
علينا 1000 شخص 30% منهم قالوا من الممكن أن يكون عندهم أحباط من التعامل
مع الله عز وجل و70% قالوا لا حتى لو أن الله لم يستجب لدعائنا فنحن
راضيين بالله عز وجل لذلك وجدنا أنه لابد وأن نتكلم عن فكرة القرب المشروط
من الله عز وجل فتعالوا اليوم نقول ((خدعوك فقالوا)) هل من اللازم عندما أقترب من الله يفعل لي ما أريد أم أن الله له حكمه غير ذلك.
كنا نتحدث عن الخدعه التي يغذيها الشيطان في قلوبنا وهي هل لو أن الإنسان
أقترب من الله تعالى هل هو متوقع أن كل المشاكل التي في حياته والأشياء
التي يريدها من الله أن يحققها له كما يريد هو أم من الممكن أن يكون الله
له حكمه في العطاء بأن يعطيك أشياء مفيده لك في الدنيا والآخره وهناك أشياء
من الممكن أن يمنعها عنك لحكمه يعلمها ولا نعلمها وتوجد آيات كثيرة في
القرآن الكريم تتحدث عن صدق وعد الله عز وجل.
قال تعالي "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " وقال تعالي " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" وقال تعالي "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٦﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ" وقال تعالي" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "
إذاً نحن منتظرين عندما نقترب من الله أن تنزل البركات وأن يجعل الله لنا
مخرجاً وأن يوفقناً لليسري في دنيانا وأخرتنا والله عز وجل قا ل عن نفسه " وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ " وقال "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا .
فهذا جعل كثير من الناس عندهم مشاكل في حياتهم فهو يعتقد أنه لو أقترب لله عز وجل سيضغط علي زرار وهذا الزرار سيحل جميع مشاكله.
وأريد أن أقول أن الله تعالي عندما نقترب منه يحل لنا جميع مشاكلنا ولكن ساعات الله عز وجل يحل لنا مشكالنا بالعطاء وساعات بالمنع.
والله أعلم بما يصلحنا هل الأن أنسب لنا أن يفتح الله علينا ويرزقنا أم الأنسب أن يؤجل أشياء نحن محتاجين لها.
كثير منا بيحدث له نوع من الأحباط لودعا الله بأشياء يعتقد أنها خير ولا يستجيب الله له ولكن هل كل رزق يعطيه الله لأي أحد يصلحه؟
قال تعالي"وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ " الله عز وجل يعلم المقادير من الرزق والبلاء الذي ينزل علي كل واحد, ويعلم الأنسب لكل واحد منا قال تعالي" وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ",
وفي كثير من الأوقات يستعجل الأنسان أمر معين , قال تعالي "ويدعوا الأنسان
بالشر دعاءه بالخير وكان الأنسان عجولا" أي أنه في كثير من الأوقات يريد
الأنسان أشياء ويستعجلها وهي في الأساس شر وهويعتقد أنها خيرلكن من الذي
يعلم تاريخ حياتي ومستقبلي ومكاني في الدنيا غداً ومكاني في الأخرة لذلك
الله عز وجل طمأن قلوبنا وقال "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
أي هو الأعلم بحالنا وماضينا ومستقبلنا ولطيف بقدره وخبير بما يصلحنا لذلك
نحن نريد أن نتفق أتفاق نريد اليوم أن نغير مفهوم أن الإبتلاءهو التضييق
لأن الله عز وجل علمنا أن الدنيا من صفاتها الإبتلاء وأن العطاء إبتلاء وأن
يوسع الله علينا إبتلاء وأن يضيق علينا إبتلاء وأن يؤخر شئ إبتلاء وأن
يعجل شئ إبتلاء لذلك لابد وأن تعلموا أن الله تعالي يقول في كتابه" تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " أي يفعل ما يشاء لأنه الملك "وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
" ويبلوكم أي يختبركم إذا مابين حياتنا وموتنا أختبارات كثيرة وهذه
الأختبارات إما بالتضييق كما في ذهن الناس وإن كان في الأساس به سعه لكن لو
صبرنا ورأينا حكمة الله عز وجل.
أو بالتوسعة الظاهرة لنا وقد تكون
هذه التوسعة هي التضييق بعينه وسنتحدث اليوم عن أنواع الإبتلاات التي في
حياتنا إذاً المؤمن سيبتلي والكافر سيبتلي والعاص سيبتلي والطائع سيبتلي
لأن معني كلمة ((إبتلاء)) هي ((الإختبار)) أي أن الله يضعنا في موقف معين
والله يريد أن نتصرف بطريقة معينة في هذا الموقف.
وأنا لي شهوات
ورغبات وأحلام وأريد أن أتصرف بطريقة معينة ممكن تكون شهوتي ورغبتي وطريقة
حياتي ليست كما يحب الله عز و جل فيضعني الله عز وجل في موقف أو أختبار
يقول لي تصرف فيه علي مرادي أنا , وقد تكون شهوتي عكس هذا فهذا هو الإبتلاء
لذلك لازم نعلم أن هذه الدنيا ليست محل الجزاء لأننا ونحن نتحدث الأن سنري
ناس ممكن يكونوا تعبوا ولكنهم لم يروا نتيجة التعب "لا تستغرب وقوع
الأكدار مادمت في هذا الدار" فهذه الدنيا من صفتها أن بها أختبارات
وإبتلاآت وأوقات سعاده وأوقات حزن.
أما يوم القيامة كما في حديث النبي(صلى الله عليه وسلم) "وُينادي
علي أهل الجنة إن لكم أن تحيواْ فلا تموتون وإن لكم أن تصحوا فلا تمرضون و
إن لكم أن تنعموا فلا تحزنون وإن لكم أن تشبوا فلا تهُرمون" هذا
في الجنة عند الله عز وجل أما في الدنيا فلابد وأن يعلم الأنسان أننا لابد
وأن نمر بمواقف كلها خير لأن الله الكريم لا يصدر من أفعاله إلا الخير ويوم
القيامة الحساب علي القلب بوزن هذا القلب قا ل تعالي " يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"
وهذا القلب لن يكون سليماً إلا عندما يأخذ نعم فيقول الحمدلله وعندما
يُبتلي يدعوا الله عز وجل بأن يأخذ بيده لأن نصف الايمان الشكر والنصف
الثاني الصبر قال تعالي"إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ .
فالدنيا
هي مزرعة الأخرة لذلك ممكن أن تسمع مائة درس عن الصبر وتسمع مائة درس عن
الرضا والإستسلام ومحاولة فهم حكمة الحكيم , لكن لن تترسخ هذه المعاني إلا
عندما نعيش مع بعض في إبتلاآت سواء كانت هذه الإبتلاآت التي في ظاهرها
تضييق لذلك أنا لن أحب الله عز وجل علي الحقيقية إلا عندما أعرفه وأنا لكي
أعرفه محتاج أن أري أحداث أري فيها كيف أن الله بجانبي وكيف أن الله يأخذ
مني كي عندما أقول يارب يستجيب لي كي أشعر بسعة رحمة ملك الملوك.
لذلك يقول أحد الصالحين "متي أعطاك أشهدك بره ومتي منعك أشهدك قهره وهو في كل ذلك متعرف إليك ومقبل بلطفه عليك" فإياك أن تعتقد أن النعم حق مكتسب أتدرون أول نداء لله في القرآن للناس قا ل تعالي " يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ
فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ "
" أي أن
الله يمن علينا ويذكرنا بنعمة من نعمه وهي أنه جعل الأرض مستوية من منا قال
الحمد لله الذي جعل لنا الأرض فراشا إذا هناك نعم لا تخطر علي ذهن الأنسان
لأنه تعود عليها من أول نعمة السمع والبصر والسعة وغيرها من النعم التي لا
تعد ولا تحصي.
لذلك نحن نريد أن تتحدث عن كيفية فهم أفعال الله ,
ونريد أن نثبت أمر أننا مع العطاء نحب الله ومع المنع نحب الله , قال (صلى
الله عليه وسلم) "الخير في يديك والشر ليس إليك" وهذا
الفهم ظهر في أفعال الأنبياء , سيدنا سليمان أعطاه الله ملك لم يعطه لأحد
من قبله فأراد سليمان أن يؤتي عرش بلقيس له في لحظة فقال له أحد جلسائه " قَالَ
الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ
يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ
هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ
وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ
رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ "
إذاً سيدنا سليمان فهم أن هذا الملك هوإبتلاء من الله عزوجل لذلك قال ليبلوني
وسيدنا يونس عندما ألقي في بطن الحوت قال "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" يوجد ناس يشعرون بأن الله ظلمهم في الدنيا لكن سيدنا يونس ليس من هؤلاء ولكنه قا ل عن نفسه "إني كنت من الظالمين" فقال رب العالمين"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ .
أي أنه وهو في شدته أعترف بالفضل لله ونسب التقصير له فنجاه الله
وسيدنا أيوب ظل ثماني عشر عاماً مريضاً قال تعالي علي لسان أيوب " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " أي أنه نسب الضر لنفسه والرحمة لله عز وجل هذا هو أدب الحوار مع الله عز وجل والتسليم لحكمة الحكيم قال تعالي " لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ".
عندما تحدث الله عن أيوب عليه السلام في القرآن قال تعالي "إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ"
أي كثير الرجوع لله عز وجل نحن نعلم أن من يضرنا نغضب منه إلا الله عز وجل
فلو ضرنا في الظاهر نلجأ إليه لذلك الصالحين فهموا هذه الجزئية فهموا أن
أي عطاء أو منع من الله هو أختبار لذلك تعالوا نقتلع فكرة أن المبتلي هو
المُضيق عليه.
لآنك قد تصل إلي الله وتحاول أن تقترب منه وتحاول أن
تتوب عن أشياء وتتوقع أن يفتح الله عليك – وقد يفتح الله عليك وهذا في حد
ذاته إختبار – وقد تقابلنا مشكلة يعلمنا الله من خلالها أمر ما وهذا
إختبارأيضاً
أحد الصالحين إسمه شقيق البلخي سأل إبراهيم بن أدهم وهو أيضاً من الصالحين فقال له كيف حالكم مع الله فقال له((نحن قوم إذا أعطينا شكرنا وإذا منعنا صبرنا)) فقال شقيق هكذا تفعل الكلاب عندنا ((أما نحن أقوام إذا مُنعنا شكرنا وإذا أعُطينا آثرنا)) وآثرنا أي فضلنا غيرنا علي أنفسنا, قال تعالي " وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
" كيف نفهم الأحداث التي في الدنيا وكيف نفهمها من الله عز وجل بحيث لو
أقتربنا من الله فوسع علينا فهذا إختبار ولو ضيق علينا فهذا إختبار.
أولاً إبتلاء المرض.
أريد أن أقول للمرضي حديث عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حتي يعلموا أنهم قريبين من الله عز وجل قال الله في حديثه القدسي ((عبدي
مرضت فلم تعدني فقال العبد كيف أعودك يارب وأنت رب العالمين فيقول الله
عبدي مرض عبدي فلان فلم تعده أما علمت أنك لوعدته لوجدتني عنده)) أي أن الله برحمته ولطفه وعلمه وفضله عند هذا المريض فإذا المريض من أقرب الناس لرحمة رب العالمين.
قال (صلى الله عليه وسلم) كما في حديث السيده عائشة في الصحيحين "ما من شوكة تصيب المؤمن فما فوقها إلا كفر الله بها من خطاياه وفي رواية أخري إلا حُط عنه بها خطيئة ورُفع له بها درجة " ومابين الدرجتين في الجنة كما بين السماء والأرض
والآن
سأعرض لكم تقرير قمنا بتصويره مع أحد شيوخي هو الشيخ رجب ذكي , والشيخ رجب
مَنﱠ الله عليه بنعمة أنه مكفوف لكن عندما ترونه الأن ستشعروا بصدق
السعادة.
فتعالوا معنا لنذهب لمنزل الشيخ رجب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ رجب.
الشيخ رجب: أهلا وسهلاً بك.
أ/
مصطفي:أي إنسان يضرك في الدنيا من الطبيعي أن تبعد عنه إلا الله عز وجل
فكيف نحافظ علي قربنا من الله إذا حدث أمر ظاهره الضر من الله .
الشيخ
رجب: الله عز وجل أرحم بنا من أمهاتنا فما يفعل الله عز وجل بنا من فعل حتي
لو كان من ظاهره ضر إلا وكان من وراءه المصلحة والذي يستشعر هذا الكلام هو
الذي عنده الأيمان الكامل بالله عز وجل والإيمان القوي وإلا سيكون أي أمر
يحدث له يقابله باعتراض أو سخط وهذا ليس من طبيعة المؤمن لأن من رضي فله
الرضا , ويوجد بعض الصالحين من يتلذذ بالبلاء أو ينتظره ولو مّر علي أحدهم
فتره بدون ابتلاء يتهم نفسه بالنفاق نسأل الله أن يمتعنا بنعمة الرضا.
أ/ مصطفي : هل في يوم من الأيام حدث لك موقف قلت فيه الحمد لله أني لا أري.
الشيخ رجب
: كنت في لندن في الصيف وكنت في طريقي للمسجد وكان معي أحد أصدقائي وأثناء
سيرنا بدأ صديقي يحدثني عن العري الموجود في كل المكان فقلت الحمد لله ,
فقال صديقي علي أي شئ تحمد الله قلت له علي أنني أعمي.
أ/ مصطفي : ما هو أكثر أسم من أسماء الله الحسني تحبه وتعبد الله به.
الشيخ رجب : أسم الله ((الحليم)) يجعلني أستغرق كثيراً في حلم الله علي عباده والمعلوم أن الحلم علي من تحب.
أ/ مصطفي : ما معني حليم.
الشيخ رجب : يحلم أي يرأف أي يتعامل بما يبدوا من حب.
أ/ مصطفي : ماذا تري الآن.
الشيخ رجب : أري فضل الله عليّ في كل حركة وكل نفس وهذا الذي يؤنسني.
عوده مرة أخري الي الأستوديو.
أ/ مصطفي : قال (صلى الله عليه وسلم) قال تعالي في حديثه القدسي "إذا إبتليت عبدي في حبيبتيه فصبر فليس له جزاء إلا الجنه" وحبيبتيه أي عيناه , وسميت العين حبيبه لأنك تحب الدنيا بها.
ننتقل للحديث عن نوع أخر من الإبتلاء.
البعض
عندما يقترب من الله وفي بداية التزامه يشعر أن الناس تبعد عنه وتستهزأ به
فيبدأ يقول يارب أنا كنت مع أصحابي سعيد ومندمج معهم وأول ما ألتزم أشعر
أن الناس تبعد عني , فأقول لهؤلاء إياك أن تنسي أن الله يأخذ بيديك له.
وتوجد
أشياء أنت متعلق بها مع هذه الصحبه فممكن يبعدهم الله عنك قليلاً كي تنطلق
لله عز وجل بدون أن تكون مقيد بجذبهم لك بأشياء تبعدك عن الله , وأوقات
الأنسان يكون لوحده لكي يدربه الله علي الأنُس به , حتي قال بعض الصالحين
"متي أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنُس به".
هناك إبتلاء من نوع أخر وهو إبتلاء الظلم
ربما يتعرض الإنسان في حياته لظلم يقع عليه , فإذا حدث ذلك فإياك أن تقول
أين أنت يارب لأن الله قريب منك وله حكمه في كل أفعاله , فمن الممكن أن
يكون بعض الناس لا يوجد لديهم طاعات كثيرة والله عز وجل كتب لهذا العبد أن
يكون في مكان عالي , فيأتي هذا العبد يوم القيامة ويأخذ من حسنات من ظلمه.
ربما
يدعوا الإنسان الله عز وجل ولا يستجاب له , وربما يقول الإنسان يارب أنا
بعدت عن المال الحرام ومع ذلك لم ترزقني ولم تجعل لي مخرجا ويبدأ الإنسان
يشك في صدق وعد الله لأن الله تأخر عليه في إستجابة دعاءه أو تعويضه
بالطريقة التي يريدها , فيفقد ثقته في كلام الله لذلك تعالوا نتحدث عن كلام
الله عز وجل قال رب العالمين " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ
أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " ومعني " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " أي مخرج من الحزن ومن الضيق – وكم من إنسان طلب طلباً وعندما حصل عليه كان سبباً في شقائه.
النبي
(صلى الله عليه وسلم) ظل ثلاث سنوات في بداية الدعوة في شِعب بني طالب ,
كان الكفار طاردين فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابه فحصل تضييق
شديد علي النبي والصحابه فهل معني هذا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا
يتقي الله أم معني هذا الكلام أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يجتهد ولا
يأخذ بالأسباب قال (صلى الله عليه وسلم) "ويأتي النبي ومعه الرجلان ويأتي النبي ومعه الرجل ويأتي النبي وليس معه أحد".
إذاً أنت قد تجتهد وتتعب وقد تري الجزاء في الدنيا وهذا من حكمة الله وقد تري الجزاء في الأخرة أوسع و أوسع.
سيدنا نوح ظل يدعوا الناس 950 عام ولم يُسلم معه سوي 80 شخص ثم قال تعالى "وَأُوحِيَ
إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ
فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ
إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ " ومع ذلك أستمر سيدنا نوح في الدعوة إلي الله.
إذاً خذ بالأسباب وإجتهد فإذا شاء الله أن يوسع علينا فهذا من فضل الله وإذا شاء الله أن يؤخر التوسعة فلحكمه منه تعالي.
وكم من إنسان أعطاه الله في الدنيا ووسع عليه فاستغني عن الله قال تعالي" كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ انْ رَآهُ اسْتَغْنَىٰ " أي أستغني عن الله
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ﴿٨﴾ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٩﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ " .
((بلاء فقد الأحبه))
في أمه النبي (صلى الله عليه وسلم) الموت إرتقاء للأخره وذهاب للقاء ملك الملوك.
وأريد أن أقول شئ قبل أن أختم حديثي عن بلاء الشده.
في بعض بلادنا الإسلاميه أصبح رغيف العيش غالي.
وأريد
أن أقول لكم معلومة أن في بلادنا 20مليون سيجارة تشرب في اليوم يُصرف
عليها 50 مليون جنيه في اليوم وأنا عملت حسبه لو الرغيف بعشرة قروش الخمسين
مليون جنيه في اليوم التي يُشرب بها سجائر ويُعصي بها رب العالمين قيمتهم 5
مليار رغيف في اليوم أي أننا باستطاعتنا أن نطعم العالم خبز لو أقلعنا عن
التدخين وأنا متأكد أن هناك من أقلع عن التدخين بعد هذا الغلاء ويكفي أن
يترك الإنسان المعصيه عندما يضيق الله عز وجل عليه لأن الله سيفتح عليه بعد
ذلك لأنه فتاح كريم رزاق كريم.
وأختم بأخر بلاء وهو بلاء التوسعة وهذا هو البلاء الحقيقي , قال (صلى الله عليه وسلم) "إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من قال بيديه هكذا وهكذا وهكذا وهكذا"
أي من ينفق في سبيل الله وهذا هو البلاء الحقيقي , لذلك عندما اختلف
العلماء في من الأفضل – الغني الشاكر أم الفقير الصابر فقالوا أن الغني
الشاكر أفضل لأنه أستطاع أن يشكر نعمة التوسعة عليه أي إنه ترك الدنيا فكان
ماله بيده.
الوصية:-
هي
أن تغمض عينيك لمدة خمس دقائق وتمارس يومك وعملك لهذه المده , وبعد ذلك
افتح عينيك وقل الحمد لله علي نعمه , ربما لم تشكر الله عليها منذ فتره
طويله.
وجزاكم الله خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.