مشاعر عند البيت الحرام

(مشاعر عند البيت الحرام)

ينادي فؤادي ببرد الرجـاء *ويعلن شوقا جلـيَّ البهـاءْ
إلهيَ فامنُنْ بفيـضِ العطـاء * وداوي الجراح بمسك الشفاءْ
وسالت دموعٌ بوجد الحنينِ *فهاقد تراءت نجوم السمـاءْ
فبيتك ربـي جليـل المقـامِ* يطوفُ المحبُّ به فـي نقـاءْ

********************************

أروح ونفسي تجوب المكـان *ْوأغدو وشوقي بقلبي يثـورْ
إذا طفت بالبيت هبَّ النسيم * ُعليلاً فينعشُ روحي دهـورْ
وزمزمُ ينسـابُ عذبـاً إذا *ظمئتُ فيغشى فؤادي السرورْ
فطوبى لعبـدٍ يلبـي النـداءَ *ويركبُ للبيت صعب البحورْ

*************************************

بقلبي وجيبٌ وروحـي تتـوق *ُلشربةِ زمزمَ تروي العُـروقْ
وعند التلاقي بـذاكِ الصعيـد *ِينادي الإخاءُ الصديقَ الصدوقْ
فنمضي سوياً نجوبُ المكـانَ *ونهتـفُ لبيـكَ ربـاً شفيـقْ
فنربطُ حبـلَ الـودادِ المتيـن *ِوفي الروحِ يبقى الوفا للرفيقْ

*******************************************

رأيتُ المطافَ فطافَ الفؤاد *ْوجالَ الهنا في الُّربا والوِهادْ
وأشرق قلبي بنـور جليـل *فكان لروحي دليـل القيـادْ
سموتُ بحبِّ الإلهِ العظيـمِ *وناديتُ ربي : أتاكَ العبـادْ
طَمِعتُ بعفوٍ وجنـاتِ خلـد *ٍوصفحٍ جميلٍ بيـومِ التنـادْ

********************************************

أتاك الَعبـادُ بدمـعِ الذنـوبِ* يموجون خوفاً بوادٍ عريـضْ
ينادون :ربـاه فالطـف بنـا* وللنور وسط الجباهِ وميـضْ
يحارُ الفؤادُ بوصفِ الشعـور* ويعجزُفي البوحِ سحرُ القريضْ
أتيتُ مريـداً لبـاسَ التُّقـى* وهمِّي دواءٌ لقلـبٍ مريـضْ

*******************************************

أُسائلُ نفسي وقومي هُجـوعْ *أحقا أتًيتُ لأغلـى الرُّبـوعْ
أنام وأصحو وقلبـي يُلبِّـي *وتنسابُ من مقلتيَّ الدمـوعْ
سجدتُ لربي وفيضُ الدعاء *له أنصتتْ مهجتي في خشوعْ
أتيتك ربي تركـتُ المتـاعَ *وإنِّي بِحُبِّـكَ ربـي قَنـوعْ

************************************************
يطوف الحجيجُ بجمعٍ مهيب *ٍوأبليس يدبر منهم مغيـظ ْ
يباهي بهم ربنا في عـلاهُ *أتوني جموعاً وإني حفيـظْ
يسيرون دفعاً كبحرٍ يمـوجُ *يلين لهم كـل فـظٍّ غليـظْ
فأكرم إلهي جموع الحجيجِ *فهم في حماك وأنت الحفيظْ

*******************************************

ويعبقُ بالطُّهـرِ كُـلُّ التـرابِ *ولبـسُ الحجيـجِ يُجافـي المَخيـطْ
بياضٌ بلـونِ الثلـوجِ صفـاءً *إزارٌ زهـيــدٌ رداءٌ بـسـيــطْ
جُموعٌ من الخلقِ تَمشي سويـاً *كمـوجٍ تهـادى بـوجـهِ المحـيـطْ
وتَلْهَجُ كـلُّ القلـوبِ تلبِّـي *تنـادي قريبـاً ومـا مـن وسيـطْ

**************************************************

يحارُ البيـانُ ويكبـو البديـعُ* بِحـبِّ العتيـقِ يـبـوحُ البلـيـغْ
وتَمْطرُ كلُّ السحائـبِ شعـراً* وفي النفـسِ فجـرٌ يـرومُ البُـزوغْ
أعيـشُ بدنيـايَ فـي غفلـةٍ *بروحـي ضبـابٌ وقلبـي يـزيـغْ
فأسعى لنيـلِ الحيـاةِ لقلبـي* لغفـران ربــي أريــدُ البُـلـوغْ

************************************************** *****

وتسجدُ للهِ تلـك الجبـاهْ* ببيتٍ عتيقٍ عظيمٍ حِمـاهْ
إذا همَّ فيـهِ بشـرٍّ لئيـم *ٌفإنَّ العقابَ له في الجبـاه
وإنْ أحسنَ العبدُ في حفظهِ *فإنَّ المحاسنَ تعلي سُراه
فيجزيهِ ربي جزاءً عظيماً *بما عظمَ البيتَ عبدُ الإلهْ

****************************************

أتيتُ لخيرِ البقـاعِ بقلـبٍ *يناجي رحيماً وفيهِ ارتعاشْ
وفارقتُ أهلي مجيباً إلهـي *تركتُ الديارَوسجنَ المَعاشْ
وأصفادُ دنيـايَ حطَّمتهـا * هجرتُُ الهناءَ ودفءَ الفِراشْ
لأنجو كريماً بيومٍ عصيـبٍ *به يهرع الناسُ مثلَ الفَراشْ